رآها من بعيد تعترض طريقه ، عيناها - رغم المسافة - تبتلعه بداخلها ، النار تشتعل بقلبه حتى أن الدخان يتصاعد من رأسه ، يهيم يصرخ بكل قوته " أحبك "
كان يراها تعترض طريقه دائما إلا أنها كانت تختفي كالأشباح ، هذه المرة واضحة جلية ، ابتسامتها تعكس ضوء عينيه يراها رغم البعد
تمد ذراعها نحوه و تشير له بالقدوم إليها
يغمغم بالهمس و رغم ذلك تسمعه : لو خرجت عن مساري و غادرت قضباني سأهلك
لا تهتم و تركض كنسمة ربيع تلمس وجنات الزهور فيصرخ :أحبك
و النار بداخله تزداد حريقا و ينطلق بأقصى سرعة كي يكسر قضبانه و يتحرر
" أحبك "
**
في المساء كان المذيع الأنيق يعدل وضع الكرافت الحمراء و يتأكد من الدبوس الذهبي الذي يحمل شعار القناة ، قبل ان يفزعه صوت المخرج هاتفا : الآن
حينها قال ببرودة يغبطها عليه أضخم المبردات :
انقلاب قطار فارغ أجوف ليس به إلا مقاعد خاوية
في ظاهرة غير مسبوقة خرج قطار عن قضبانه و انقلب و الغريب أنه لم يكن بداخله أي انسان و معنا على الشاشة أحد الشهود العيان اخبرني يا سيدي ما لديك
وقف الرجل ذو الشارب الضخم مبتسما رغم الحدث الجلل قائلا:
- بينما انتظر أنا و زوجتي موعد قطارنا فوجئنا بذلك القطار رغم أنه دون قائد يضيء مصابيحه و ينطلق كالمجنون حتى أنه اقتلع قضبانه و انقلب على وجهه كان يصدر نفيرا عاليا بعد انقلابه حتى أننا ...
قاطعته زوجته ذات الابتسامة الباهتة : كان يقول احبك .
الزوج : ماذا ؟
هي : صوت النفير ، كان يقول أحبك استطعت أن أميزها قبل أن يصمت للأبد
ضحك الزوج و المذيع ضحكة ساخرة عظيمة قائلا : يا عزيزتي الحديد بلا قلب
نظرت إليه بازدراء مرددة كلماته : نعم الحديد بلا قلب
قاطعهما المذيع : شكرا لشهود العيان و ننطلق إلى شأن آخر دب أبيض قادم من القطب الشمالي تستقبله حديقة حيوانات مدينتنا ... ..
بينما هي بدمعة تنساب على وجنتها تسير بتؤدة نحو القطار المنقلب تنحني نحوه تربت على الحديد قائلة :
- لماذا ؟ لماذا إن غادرنا القضبان نهلك ؟ و القضبان سجن و القضبان قيد ؟ لماذا علينا أن نسير إلى ما تقودنا إليه القضبان لا إلى ما نريد ؟ لماذا حين نثور عليها نموت
يد خشنة توضع على كتفها بغلظة و صوت جهوري يقول :
- هيا بنا قطارنا قادم
تزيل دمعاتها بخفية و تسير و راء زوجها باستسلام و هي تستقل القطار نحو محطتها المعتادة .
منك لله يا درش يخربيت دماغك رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة اوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووى بهببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببل والله العظيم :( تسلم يا عالى
ردحذف" لماذا ؟ لماذا إن غادرنا القضبان نهلك ؟ و القضبان سجن و القضبان قيد ؟ لماذا علينا أن نسير إلى ما تقودنا إليه القضبان لا إلى ما نريد ؟ لماذا حين نثور عليها نموت"
ردحذفرائعــــــــــة جداااااا
تسلم ايدك
تحياتي لك :)
مش عارفه أقولك إيه
ردحذفلمستني
:)
ازاي قادر تخلي للجماد احساس كده
ردحذفتحفه يا مصطفي
أنا مش عارفة أقول إيه.. أنت أذهلتني!
ردحذف:)
تربت على الحديد قائلة :
ردحذف- لماذا ؟ لماذا إن غادرنا القضبان نهلك ؟ و القضبان سجن و القضبان قيد ؟ لماذا علينا أن نسير إلى ما تقودنا إليه القضبان لا إلى ما نريد ؟ لماذا حين نثور عليها نموت
يد خشنة توضع على كتفها بغلظة و صوت جهوري يقول :
- هيا بنا قطارنا قادم
تزيل دمعاتها بخفية و تسير و راء زوجها باستسلام و هي تستقل القطار نحو محطتها المعتادة
...
كأني قرأت هنا قصتين لا قصة واحدة !
الأسطر الأخيرة حوت تفاصيل عناء جديد ومعاني شبه ثورة مكبوتة
رهيبة حقاً :) والنهاية جعلتني أتنبه اكثر وأعيد القراءة بتركيز أشد
ابدااااع